مهرجانات الصيف السعودية تتنافس لاجتذاب السياح
05/08/2004

 Ù…يدل ايست اونلاين

الرياض - من أسامة الوديع‏

‏ارتفعت وتيرة التنافس بين المهرجانات الصيفية ‏السعودية مع بدء شهر أغسطس/آب الحالي على الرغم من ارتفاع درجة الحرارة وحالة ‏الاستنفار الأمني. ولم تقتصر هذه المهرجانات التي درجت المناطق السعودية بإقامتها سنويا للحد من ‏السياحة الخارجية على إبراز الموروث الثقافي وتنظيم فعاليات ورياضية وترفيهية ‏متنوعة وإنما يصاحبها كذلك إقامة مهرجانات للتسوق لعرض المنتجات الوطنية بأسعار ‏تنافسية.‏

وفي هذا الإطار رأى مسؤولون في اللجان المنظمة للمهرجانات إن تزامن إقامة هذه الفعاليات في وقت واحد في معظم ‏المناطق السعودية لم يضعفها بل زاد من وهجها ورفع من حدة التنافس بينها لاستقطاب ‏المصطافين والسياح من داخل السعودية وخارجها.‏

وقال المدير العام للشركة المنظمة لمهرجان "جدة خير25" محمد أبو الجداول إن ‏المنافسة بين المهرجانات دفعت منظموها لضخ مبالغ كبيرة في الترويج بابتكار اطر ‏جديدة للحملات التسويقية والإعلانية من خلال وسائل الأعلام المختلفة وتوزيع آلاف ‏اللوحات والملصقات والبرشورات المصممة بتقنيات حديثة.

وأشار أبو الجداول إلى تخصيص مبلغ 19 مليون ريال (5.6 مليون دولار) للترويج ‏والحملات التسويقية لمهرجان جدة متوقعا أن يستقطب أكثر من 3.5 ملايين زائر معظمهم ‏من الزوار والمعتمرين.

ولفت إلى إن الاستراتيجية المشتركة بين كل المهرجانات السعودية تنطلق من مبدأ ‏واحد لا حياد عنه وهو التسويق والترفيه لجميع الشرائح الاجتماعية في إطار التقاليد ‏والعادات المرعية وبما يتوافق مع مبادئه وقيمه الإسلامية.‏

من جهته أكد عضو باللجنة المنظمة لمهرجان "مكة خير25" إن المهرجان سيحقق نجاحا ‏قياسيا مماثلا للذي حققه عند انطلاقته للمرة الأولى العام الماضي تحت رعاية أمير ‏مكة المكرمة الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز.‏

وتوقع أن يحتل المهرجان مكانة متميزة في خارطة المهرجانات السعودية بل وعلى ‏المستوى الخليجي بفضل تميز فعالياته الدينية والثقافية والترفيهية التي تتلائم ‏مع كل الشرائح الاجتماعية.

وأشار إلى الخصائص الروحية التي تتميز بها مكة المكرمة التي تحتضن المسجد ‏الحرام وقبلة الحجاج والزوار المعتمرين الذين يتوافدون من جميع أنحاء العالم ‏الإسلامي فضلا عن أنها تزخر بالكثير من المقومات السياحية الجاذبة.

وقال مسؤول بأحد الشركات العاملة في قطاع السياحة والترفيه ‏إن المهرجانات أسهمت في الحد من سفر السعوديين للسياحة بالخارج لا سيما في ظل ‏الإجراءات الأمنية التي اتخذتها بعض الدول وظهور أمراض وبائية في دول أخرى كانت ‏جاذبة للسياح.‏

ولفت إلى نقلة نوعية شهدتها المهرجانات السعودية خلال السنوات الماضية ‏باستقطابها لشركات عالمية متخصصة في هذا المجال تثري الساحة بعروضها التي تحظى ‏بإعجاب الجميع للألعاب النارية والسيرك والطائرات الشراعية بجانب تنظيم بطولات ‏دولية للقفز الحر والرماية بالسهام وكرة القدم والكرة الطائرة الشاطئية.

وأكد أن الآثار الاقتصادية الناتجة عن هذه المهرجانات ستنعكس بصورة مباشرة على ‏صناعة السياحة السعودية التي تتطلع لاستقطاب أكثر من 20 مليون سائح سعودي ينفقون ‏حوالي 40 مليار ريال (10.6 مليار دولار) سنويا على السياحة في الخارج.‏

وتحتل المنطقة الغربية وفقا لدراسة سياحة سعودية حديثة المركز الأول بين ‏المناطق السعودية في العدد السنوي للسياح بمعدل8.6 مليون سائح من الداخل و3.6‏مليون من الخارج تليها المنطقة الشرقية بعدد 1.8 مليون سائح غالبيتهم من دول ‏الخليج فيما تحتل المنطقة الجنوبية المركز الثاني من حيث الجذب لسياح الداخل ‏بمعدل يتجاوز الـ2.3 مليون سائح سنويا.‏

وتتوقع الأوساط السياحية السعودية أن تستقطب المهرجانات الصيفية للعام الحالي ‏حوالي ثمانية ملايين سائح من السعوديين ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي.

وتشير إحصاءات سعودية رسمية إلى إن قطاع السياحة الداخلية ساهم بنسبة 5.4 في ‏المائة من إجمالي الناتج المحلي السعودي في العام 2001 أي ما يعادل 9.6 مليار ‏دولار محتلا بذلك المركز الثالث من ناحية الأهمية بعد قطاعي النفط والصناعة. (كونا)