الخليج 4/8/2004
بغداد - زيدان الربيعي:
تعرضت مباني الثقاÙØ© العراقية إلى دمار٠كبير بعد دخول قوات الاØتلال الأمريكي إلى العراق، Øيث كان القائمون على عمليات الØرق والسرقة منظمين إلى Øد كبير ÙÙŠ تدمير ركائز الثقاÙØ© العراقية، Ùقد تعرض المتØ٠الوطني إلى كارثة تاريخية والØال ذاته ينطبق على المكتبة الوطنية المركزية، Øتى المكتبة الوطنية التابعة لجامعة بغداد تعرضت إلى الدمار شبه الكامل وقد Øاول القائمون على المكتبة إعادة تأهيلها من جديد لكي تقدم الخدمة إلى طلاب الجامعة.
“الخليج†زارت المكتبة الوطنية التابعة لجامعة بغداد وخرجت بالØصيلة التالية:
يقول عبادي Øمودي وادي مدير المكتبة الوطنية لجامعة بغداد، إن المكتبة تعرضت لعمليات السلب والنهب وخاصة الØرائق التي شملت أكثر أقسام المكتبة وسرقت جميع الأجهزة الكهربائية العائدة للمكتبة ومنها أجهزة الكمبيوتر التي نعتمد عليها بشكل كبير ÙÙŠ تقديم الخدمات للزوار من طلاب الدراسات العليا والأساتذة ÙÙŠ الجامعات، وخسائرنا ÙÙŠ الكتب الجيدة والمطبوعات والدوريات ليست كبيرة، واستطعنا أن نعوض 10% من هذه الكتب عن طريق الإهداءات التي تأتي من الأساتذة ورواد المكتبة.
وأضاÙ: ما زلنا نعاني من المشاكل الكبيرة ÙÙŠ عملنا Ùالمبنى الخاص بنا مازال غير مؤهل للعمل ورغم ذلك Ù†ØÙ† نعمل بجهودنا الÙردية وما زالت مخازننا المكتبية تÙÙˆØ Ù…Ù†Ù‡Ø§ رائØØ© الدخان الناجم عن الØرائق، والجامعة لم تكل٠نÙسها وتزور المكتبة سوى مرة واØدة عندما قام رئيس الجامعة، بزيارة المكتبة بعد انتهاء الدوام الرسمي ولم يدخل إلى عمق المكتبة. ولم Ù†Øصل على أي تخصيص مالي لإعادة تأهيلها سوى الوعود بالرغم من مرور أكثر من سنة على Øوادث السرقة علماً إن المكتبة تقدم خدماتها ÙÙŠ الوقت الØاضر بكل أنواعها منها الإعارة والتصÙØ Ø§Ù„Ø°ÙŠ يعتبر من الأعمال الرئيسية للمكتبة لكن انقطاع التيار الكهربائي غير المبرمج أدى إلى Øرمان مئات الطلاب من الاستÙادة من التصÙØ ÙˆØ§Ù„Ù…Ø·Ø§Ù„Ø¹Ø© داخل المكتبة ÙˆÙÙŠ الأيام السابقة قدمنا عدة شكاوى وتضامن قسم من الأساتذة معنا Øيث Øصلنا على بعض أجهزة الكمبيوتر ومناضد لجلوس الزائرين لغرض الإطلاع لكننا ما زلنا بØاجة إلى تأهيل Ùعلي للمبنى Ùأثار الØريق موجودة على جميع جدران المكتبة ولا يوجد من يستجيب لنا لهذا الغرض.
أما الأقسام العاملة الآن ÙÙŠ المكتبة Ùهي ليست منظمة بشكل جيد بسبب الظرو٠التي ذكرناها وهذه الأقسام هي قسم الدوريات وقسم الÙهرسة العربي والإنجليزي والأطروØات الخاصة بالدراسات العليا، لكننا بØاجة ماسة لدعم جدي لتقوية وتنشيط بقية الأقسام الأخرى ولم تقدم لنا أية مؤسسة أو منظمة دولية أو إنسانية أية مساعدات للمكتبة بل جاءنا منذ شهر رمضان الماضي ÙˆÙد هندي واطلع على الأضرار لكن لم نرَ أي إعمار أو جهة هندسية لترميم المبنى وتأهيل المكتبة Øيث لم تقدم لنا كل هذه المؤسسات ومعها مؤسسات الدولة أي تعويض لأي كتاب أو منØØ© مالية لغرض شراء كتب من الأسواق Øتى نعوض ما Ùقد.
أما دلال رضا مسؤولة قسم الاسترجاع الآلي، Ùتقول: لقد باشرنا عملنا بعد الأØداث التي تلت سقوط النظام وما تبعه من سلب ونهب ÙˆØرائق متعمدة للمكتبة الوطنية، قمنا وبجهودنا الذاتية، بجمع بعض الكتب المتناثرة ÙÙŠ أروقتها واستطعنا الØصول على جهازي كمبيوتر من رئاسة الجامعة وبدأنا بإدخال البطاقات التالÙØ© التي تعرضت للØريق من خلال Øصولنا على بعض السجلات من مكتبات أخرى ساعدتنا ÙÙŠ هذا الغرض، وما زالت مشكلتنا كبيرة بسبب Ùقدان (الدسكات) الخاصة بالاسترجاع الالكتروني Øيث وضع هذا الأمر صعوبات خاصة خلال عملنا مع الطلاب المراجعين لغرض الØصول على التصاني٠والمراجع التي Ùقد كثير منها واضطررنا إلى شرائها من مكتبات شارع المتنبي وعلى Øسابنا الخاص أو عن طريق التبرعات التي يقدمها بعض رواد المكتبة وأدى ذلك إلى التأثير على نظام الÙهرسة العربي والإنكليزي. ÙˆØسب النظام المتعار٠عليه Ùان نظام (دوي) لتصني٠المكتبات هو المعمول به الآن أي بعد استلام الكتاب من قسم التسجيل يتم تصنيÙÙ‡ ÙˆÙهرسته Ùهرسة كاملة من Øيث المؤل٠وعدد سنوات النشر والموضوعات التي ÙŠØتويها ثم نعطي لكل كتاب ست بطاقات والمؤس٠إن أكثر البطاقات قد اØترقت Ùلذلك لجأنا إلى اعادة تنظيم بعض هذه البطاقات وأدى ذلك إلى صعوبات واضØØ© للطالب ما يضطرنا إلى تقديم خدماتنا من خلال اعادة التصÙØ Ø§Ù„ÙŠØ¯ÙˆÙŠ مع الطالب من اجل تسهيل عمله.
ÙˆØ£ÙˆØ¶Ø Ù…ÙˆÙÙ‚ شاكر مسؤول قسم الدوريات إن المكتبة تØتوي على الكثير من المجلات الأجنبية والعربية والصØ٠العراقية التي تعود إلى ما قبل مائة عام إضاÙØ© إلى الصØ٠العربية الأسبوعية أو الشهرية التي كانت تصدر والتي تأثرت تأثراً واضØاً بعمليات الØرق والسرقة ÙˆÙوق ذلك تآكل الورق الخاص بالصØ٠القديمة لذلك هم يمنعون تصوير الصØ٠المذكورة بأي شكل من الأشكال ØÙاظاً عليها من التلÙ.
وأضا٠إن صيانة الصØ٠والدوريات القديمة معدومة ÙÙŠ المكتبة الوطنية لعدم اهتمام المسؤولين بعمل المكتبة الوطنية، Øتى مشروع الصيانة الخاص بالأوراق القديمة وضمنه مشروع تصوير (CD) لكل تلك الدوريات لم ينجز لأسباب منها عدم توÙير الدعم المادي لهذا المشروع، ولو كان لدينا هكذا مشروع قبل الكارثة التي Øلت بالبلد لاستطعنا أن نعوض تلك الصØ٠القديمة بأخرى جديدة عن طريق الاستنساخ من اجل الØÙاظ على النسخ الأصلية بØيث ÙŠØµØ¨Ø Ø¨Ø¥Ù…ÙƒØ§Ù† الزائر تصÙØ Ø§Ù„Ù†Ø³Ø® المصورة من الصØ٠لكن مع الأس٠Øتى هذا المشروع لم ير النور، Ùالمكتبة الوطنية تعتمد على نظام قديم جداً ولكن الموظÙين ÙÙŠ المكتبة ÙŠØرصون على الØÙاظ على كل المطبوعات القديمة بالرغم من عدم وجود أي إسناد أو دعم Øكومي.
Ù…Øسن اØمد الموظ٠ÙÙŠ قسم الإعارة أشار إلى تأثر المكتبة الوطنية العائدة لجامعة بغداد بØوادث الØرق والنهب وكانت نسبة الخسائر ÙÙŠ مجال الكتب وصلت إلى ما يقارب الـ(25%) وهذه النسبة Øقيقية، وأكد أن الØريق الذي جرى ÙÙŠ المكتبة كان هدÙÙ‡ التغطية على عمليات السرقة التي Øدثت، Øيث كانت هناك شاØنتان بالقرب من المكتبة مخصصتان لنقل ما يسرق من كتب ومطبوعات ودوريات وكذلك الأطروØات الخاصة بطلبة الدراسات العليا لمختل٠الأقسام ÙÙŠ الكليات التابعة لجامعة بغداد، وقال: كنا Ù†Øصل على كل أطروØØ© للماجستير أو الدكتوراه ونØتÙظ بها ولكن الغالبية سرقت من المكتبة وتباع الآن إلى جماعات اختصت بالتزوير Ùأي طالب دراسات عليا يمكنه الØصول على بØØ« كامل ÙˆÙ…Ù†Ù‚Ø Ù…Ù‚Ø§Ø¨Ù„ مبلغ زهيد من المال وقد اكتشÙت قسم منها ÙÙŠ أثناء مراجعة الطلاب للمكتبة.
وأضا٠إن معوقات العمل ÙÙŠ المكتبة كثيرة منها عدم تأهيل مبنى المكتبة وضع٠الميزانية المخصصة لها وعدم وجود تعويض لأي كتاب Ùقد من قبل الجامعة إضاÙØ© إلى ذلك عدم وجود مختبر خاص لقسم الصيانة الخاص بالمكتبة القديمة والمطبوعات التي مر عليها أكثر من قرن من الزمان والسبب ÙÙŠ ذلك عدم رغبة المسؤولين ÙÙŠ الجامعة بتطوير المكتبة الوطنية، ÙˆÙقدان الأجهزة الكهربائية كأجهزة التبريد والكمبيوتر التي نعتمد عليها ÙÙŠ العمل Øيث لم يجر تعويضنا عن المسروقات إلا بنسبة 10% وهذه النسبة غير كاÙية لعملنا Ùلو دخلنا إلى قسم المطالعة الخاص بالزوار Ùسو٠نشم رائØØ© الØريق الذي مضى عليه أكثر من عام وخاصة ÙÙŠ المخازن التابعة لنا وهذا يؤثر على عملية ØÙظ الكتب ÙÙŠ المكتبة لأن المخازن غير مؤهلة لذلك ونØÙ† نخشى أن يشب Øريق آخر ÙÙŠ المستودعات لعدم صلاØيتها.
أما الطالب جزائر جليل، وهو طالب ماجستير قسم التاريخ الØديث، Ùيقول: “لقد كنا نأتي ÙÙŠ السابق إلى المكتبة الوطنية ونستÙيد من خدماتها الكثيرة ÙÙŠ مجال اختصاصنا بالذات ÙÙ†ØÙ† نراجع المكتبة التي تقدم لنا تسهيلات مكتبية من خلال تقديم التصاني٠والمراجع التي Ù†Øتاجها ولكننا ÙÙŠ هذه المرØلة نواجه مشاكل كبيرة ÙÙŠ هذا المجال Ùأكثر المصادر Ù…Ùقودة من المكتبة ولم تكل٠المكتبة Ù†Ùسها عناء تعويض المÙقود منها بل يقدم المسؤولون العديد من الأعذار كعدم وجود مخصصات مالية لشراء الكتب Ùنضطر Ù†ØÙ† إلى شرائها مما يكلÙنا مبالغ مالية إضاÙية بالرغم من الظرو٠الاقتصادية الصعبة إضاÙØ© إلى الظرو٠الأمنية والتÙجيرات التي تمنعنا من التجوال بØرية لشراء الكتب المناسبة لنا مادياً ÙˆÙكرياâ€.
وأضاÙØŒ هذا Øال أكثر الطلاب المراجعين المكتبة الوطنية Ùكما نرى إن جدران المكتبة ما زالت عليها آثار الØريق وهذا يؤثر ÙÙŠ Ù†Ùسية الطالب إضاÙØ© إلى إننا نشم رائØØ© الØريق تنبعث من داخل مخازن المكتبة ما يسبب لنا الإصابة بالدوار والغثيان بØيث لا يستطيع الطالب المطالعة لأكثر من ساعة ÙÙŠ أروقة المكتبة.
أما الطالب Ùادي العادل وهو طالب مرØلة رابعة قسم الÙلسÙØ©ØŒ Ùيقول إن المكتبة الوطنية التابعة لجامعة بغداد تأثرت بالØرائق والسلب والنهب وأثر ذلك ÙÙŠ إعداد بØوثنا الخاصة بالتخرج ÙÙ†ØÙ† ملزمون بإعداد هذه البØوث التي تتطلب الكثير من المراجع التي لا تتواÙر ÙÙŠ الأسواق لذلك اذهب إلى المكتبة للاستÙادة من كتبها ولكن هذه الأيام كلما سألنا عن مصدر أو مرجع لدراستنا يقول المسؤولون ÙÙŠ المكتبة إنه غير متواÙر مع العلم انه كان موجوداً ÙÙŠ السابق.
وأضا٠“أما بخصوص نظام الإعارة ÙÙ†ØÙ† طلاب لدينا بطاقات منظمة من قبل المكتبة تؤهلنا لاستعارة الكتب للاستÙادة منها، Ùنجد أن بعض الكتب ممنوع إعارتها بØجة ندرتها Ùنجلس ساعات طويلة ÙÙŠ المكتبة لغرض الØصول على هذا الكتاب بالرغم من انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، نضطر للانتظار بالرغم من الظرو٠الأمنية الصعبة التي يمر بها العراق بØثاً عن الكتب التي تÙيدنا ÙÙŠ دراستنا الجامعيةâ€. |