المملكة العربية السعودية، والمزيد من السياح المحليين
06/12/2011

السياحة الإسلامية: عن " مباشر "  06 كانون الأول / دجنبر 2011‎

كثّف مسؤولو السياحة في السعودية والفنادق في المملكة جهودهم لإغراء السكان المحليين بالسفر داخل البلاد على أمل اقتناص حصة أكبر من تلك المليارات من الدولارات التي ينفقها السعوديون على العطلات في الخارج كل عام. فالحكومة السعودية حريصة على تطوير قطاع السياحة كجزء من جهودها الرامية إلى تنويع اقتصادها، وتوفير فرص عمل للمواطنين السعوديين. ركز الإنفاق الحكومي بشكل عام على تطوير السياحة الدينية وسياحة الأعمال، ولكن مسؤولي السياحة كثفوا مؤخراً جهودهم لزيادة السياحة الداخلية في المملكة. تواجه الحكومة مجموعة من التحديات في هذا المجال، بما في ذلك انعدام البنية التحتية السياحية وأسعار الغرف المرتفعة نسبياً مقارنة بالوجهات الرائجة الأخرى مثل مصر وماليزيا. يعترف المسؤولون السعوديون بأن ضعف البنية التحتية يحدّ من جهودهم لتعزيز السياحة الداخلية. ففي حزيران الماضي، أقرّ الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، أنه في حين أن الطلب على السياحة المحلية آخذ في الارتفاع، فإنه لا يزال هناك نقص في الخدمات المناسبة التي تلبي "تطلعات واحتياجات المواطنين. وإن العامل الآخر الذي يحدّ السياحة الداخلية في المملكة هو أن العديد من السعوديين يحرصون أكثر على السفر خارج البلاد للتمتع بوسائل الترفيه مثل صالات السينما والنشاطات الخارجية التي لا يستطيعون الاستفادة منها في وطنهم. الإحصاءات تدلّ على حقيقة التحديات التي تواجهها الحكومة، حيث انخفضت السياحة الداخلية العام الماضي من 33.5 مليون إلى 23.9 مليون عام 2009ØŒ أي بنسبة 28%. في المقابل ØŒ زادت السياحة الخارجية بنسبة 17٪ العام الماضي، حيث سافر 55ØŒ7 مليون سعودي إلى الخارج في عام 2010. تأمل الحكومة بأن تعكس هذا التوجه عبر الاستثمار بشكل مكثف ببناء فنادق جديدة وتحسين البنية التحتية للمواصلات. فقد ضاعفت المملكة عدد المشاريع الفندقية خلال العام الماضي، حيث قفز العدد الإجمالي من 46 إلى 95 مشروعاً، وفقاً لبحث أجرته فايابيليتي مانجمنت كونسلتانتس ومقرها دبي. يمثل عدد الغرف البالغ 28260 نسبة 27٪ من إجمالي المشاريع في منطقة الشرق الأوسط. في حين أن العديد من الفنادق الجديدة تستهدف السياحة الدينية في مكة المكرمة، بدأت المنتجعات الترفيهية الجديدة بالبروز على سواحل الخليج والبحر الأحمر، وفي المناطق الجبلية في الطائف وأبها سعياً إلى استقطاب العائلات المحلية. إضافة إلى إطلاق فنادق جديدة، أعلنت الحكومة أيضاً عن خطط لإنشاء عدد من المتاحف لإبراز التاريخ الحضاري والأثري للبلاد في محاولة لجذب المزيد من السياح المحليين. تحتوي المملكة على عدة مواقع تاريخية مهمة مثل آثار الحجر التي تُعتبر أكبر مستوطنة للحضارة النبطية بعد البتراء. حتى الآن، يبدو أن الجهود التي تبذلها المملكة بدأت تؤتي ثمارها، حيث أن الهيئة العامة للسياحة والآثار قد أعلنت أن السياحة الداخلية ارتفعت بنسبة 27٪ هذا الصيف مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2010. وعزت الهيئة الفضل في هذه الزيادة بحد كبير إلى جهودها الخاصة، مشيرة إلى المبادرات التي اتخذتها كتنظيم حوالي 15 مهرجاناً سياحياً في أجزاء مختلفة من البلاد.