في المكسيك أغنياء يجربون حياة الفقراء
24/08/2004

الخليج الاقتصادي 14/08/2004

على ضفاف بحيرة ساحلية نائية في المكسيك، ووسط شاطئ رملي موحش ولكنه جميل وممتد بطول 50 كيلومتراً على المحيط الهادي، يوجد فندق فريد لا نظير له في العالم، بُنيت غرفه، وهي عبارة عن أكواخ منفصلة عن بعض، من الخشب وسُقفت بسعف النخيل، في حين تناثرت بعض غرفه على طول شاطئ البحيرة وأطلّ البعض الآخر على المحيط مباشرة.

واكتشف موقع  الفندق رجل الأعمال ومصمم الأزياء الإيطالي مارسيلو مورزيلي، الذي قضى سنوات عدة جاب فيها مستنقعات “المانجروف” للعثور على موقع يقيم فيه أحد أغرب الفنادق في الأمريكتين وأكثرها جمالاً في الوقت نفسه.

ويُعد هذا الفندق الصغير والمغمور، دليلاً على التحول الذي طرأ على مقاييس الرفاهية في مرافق الضيافة. فبعض مرتادي الفنادق من الغربيين ميسوري الحال بات لديهم استعداد للتخلي عن مرافق الرفاهية والراحة التقليدية، من أجل خوض تجربة غير مألوفة للتعرف إلى طبيعة وثقافات شعوب أخرى. وهذا ما وفرته لهم أكواخ فندق “هوتيليتو” المكسيكي.

ففي الجانب الثقافي، اعتمد ديكور الأكواخ على الألوان المبهجة، في حين ارتكز تصميمها على مهارة الحرفيين المحليين، الذين استخدموا مزيجاً غريباً من الأثاثات البسيطة وطلاء الجدران البدائي والأقنعة والمنحوتات الشعبية، في حين تم أخذ “كاونتر” الاستقبال من صيدلية قديمة وتركيبه في المبنى الذي احتوى على المطبخ والمطعم.

وفي جانب الطبيعة تم اختيار موقع الفندق داخل محمية بيئية، حيث يمكن للضيوف مشاهدة الطيور الغريبة الأشكال والأنواع. كما يمكن من على الشاطئ مشاهدة الدلافين والحيتان ومركز أبحاث السلاحف البحرية، الذي يوفر للزوار الفرصة لمشاهدة السلاحف أثناء وضعها البيض في الرمال، أو أفراخها المولودة حديثاً وهي تكافح للعودة إلى المحيط.

وهناك الكثير مما يثير الإعجاب في هذا المشروع، ليس فقط من جهة التعاون مع المجتمع المحلي أو سلطات البيئة في المنطقة. فمعظم العاملين في الفندق تم جلبهم من قرية “كروز دو لوريتو” المجاورة، الأمر الذي أسهم بالتالي في رفع مستوى معيشة سكانها.

المياه المستخدمة في الفندق تتم تنقيتها ثم إعادتها مرة أخرى إلى البحيرة. والطعام يتم إعداده من المصادر المحلية فقط. ومن ثم فإن “هوتيليتو” لا يدعم الاقتصاد المحلي فحسب، وإنما هو أيضاً حريص على عدم الإضرار ببيئة المنطقة.

أجواء الفندق بعيدة تماماً عن الرسميات. فالناس هنا يقابلون الضيوف بترحاب ووجوه بشوشة. والجلوس هو الطابع العام خلال الاحتفالات، ولا أحد يكترث لما يرتديه الآخرون عند العشاء.

ولا توجد تليفونات لأجل الاستعانة بخدمة الغرف. فإذا أردت مثلاً طلب القهوة والبسكويت في الصباح، عليك أن ترفع علماً أحمر على سارية بسيطة مصنوعة من الأغصان.

ومادام لا توجد تليفونات في الغرف، فليس من اللباقة أن يتوقع الضيوف أن تكون هناك خدمة انترنت. وكذلك خلت الغرف من التلفزيونات والثلاجات. وفي الواقع لا توجد كهرباء أصلاً.