السياحة البينية والشراكة الأوروبية سبيلان لتفعيل السي
05/09/2004

لندن-السياحة الإسلامية

يبدي عدد من أقطار الشمال الأفريقي الحرص على تحصل نصيبه من السياحة العربية والعالمية، في ظل تغيرات جديدة في المنطقة والعالم توسعت في ظلها السياحة البينية والإقليمية. وقد أظهرت ندوة علمية في لندن أن هناك تغيرات كبيرة في عالم السياحة يستفيد منها قطاع السياحة العربية، فقد أدت أحداث سبتمبر 2001 إلى تناقص أعداد السياح العرب إلى أوروبا وتنامي السياحة البينية داخل العالم العربي وبينه وبين الدول الإسلامية. ويبدو أن الاستفادة العربية من هذه التغيرات ليست على وتيرة واحدة، فالمشرق العربي يعرف زيادة غير عادية في أعداد السياح، وأكثرهم من منطقة الخليج.

وقد صرح وزير السياحة اللبناني مؤخرا بأن عدد المواطنين السعوديين الذين يزورون لبنان سجل أعلى معدل له بين السائحين العرب الذين يقضون فصل الصيف في لبنان هذا العام. وشهدت حركة السياحة العربية إلى مصر خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي زيادة كبيرة في أعداد السياح، وخاصة من السياح العرب.

ولكن حصة الدول المغاربية من السياحة البينية ما تزال ضعيفة. وأعترف وزير السياحة التونسي الزواوي بقلة السياح العرب الذين لا يتجاوز عددهم 40 ألف سائح فقط، وفسر ذلك بمشكلات ضعف الرحلات الجوية إلى الخليج ونقص الترويج الكافي.

ودعا وزير السياحة الجزائري محمد الصغير قارة ‏المستثمرين العرب والأجانب إلى الاستثمار بالقطاع السياحي في بلاده. وقال قارة: هناك اتصالات مع مجموعات مختصة ‏في التسيير السياحي من الكويت والإمارات وقطر.

وربما يكون الأمر أفضل بعض الشيء في المغرب التي سبق لوزير السياحة فيها السيد عادل الدويري أن أكد حرص بلاده على جذب السياح العرب والاستثمارات العربية.

ومن جهة ثانية، فقد أثرت حوادث العنف في الدول المغاربية على السياحة الأوروبية إلى هذه المنطقة، ولكن هناك تفاؤل بأن الأمور آخذة بالتحسن الآن وفي المستقبل القريب. وقد صرح عضو مجلس الشيوخ البلجيكي بيار غالون مؤخرا استعداد بلاده والاتحاد الأوروبي للمساهمة في تشجيع السياحة بالجزائر.‏ وعبر غالون عن أهمية تشجيع السياحة بين دول ضفتي البحر المتوسط وخصوصا الجزائر حتى يكون عاملا للتقارب بين شعوب المنطقة.‏

ومن هنا تكون السياحة البينية والسياحة عبر البحر المتوسط هي الحل لأزمة السياحة المغاربية. ولا شك بأن تحسين البنية التحتية أمر أساسي في جذب السياح العرب والأوروبيين، ولكن أيضا هناك الحاجة إلى تنمية بشرية قادرة على الارتفاع بمستوى الفرد العادي لكي يستطيع التفاعل مع الوافدين، وكذلك سيادة أوضاع ديمقراطية كفيلة بإحلال السلم الداخلي حتى يكون السياح بمنجى من الإرهاب والعدوان. 

‏ ‏