عدد جديد من السياحة الإسلامية
05/09/2004

صدر عدد أيلول/ تشرين الأول (سبتمبر/ أكتوبر) من مجلة السياحة الإسلامية، وهو العدد الثالث عشر، وفي العدد مقالات متنوعة.

كتب الناشر عبد الصاحب الشاكري مقالا في الباب الثابت "آفاق السياحة الإسلامية" تناول فيه موضوع الضيافة ودوره الأساسي في السياحة، وذكر في هذا المجال بعضا من ذكرياته وتجاربه خلال رحلات عمله المختلفة عبر السنين. وأشاد الكاتب بما رآه من نماذج الضيافة في جولاته الأوروبية، خصوصا في ألمانيا وفرنسا ودعا الدول العربية إلى الاقتداء بذلك. ثم ختم الكاتب مقاله بالدعوة إلى المحبة والسلام، قائلا:

"فلنجعل من السياحة وسيلة من وسائل الرفاه والمحبة ما بين الشعوب، وخاصة بين الدول المجاورة والإقليمية، كما خطت أوروبا فحطمت الحدود ما بينها وأصبحت 25 دولة بمثابة دولة واحدة وشعبا واحدا. ولنجعل من السياحة والزيارات شعارا مقدسا لا يمسها أي حادث أو عمليات تخريب يقوم بها المخربون والحاقدون لكي ننعم بخيراتها ومميزاتها التي لا تعد ولا تحصى".

واحتل كل من المغرب والقاهرة مكانة متميزة على الغلاف. واختيرت احتفالات شهر رمضان المبارك مدارا للحديث حول المغرب. وقد تناول المقال الذي كتبه نور الدين سعودي بعضا من التقاليد الشعبية والأكلات في موسم الصوم، بالإضافة إلى الأعمال الخيرية والعبادية في هذا الشهر المبارك. أما القاهرة، فقد تم تناول تاريخ وعمارة المساجد فيها، حيث كتبت مشيرة الفيشاوي عن المساجد في القاهرة، ذكرت فيها أن القاهرة ستصبح خلال عامين مدينة تاريخية إسلامية فريدة بعد إتمام عمليات الترميم التي بدأتها وزارة الثقافة منذ عام 1998 بتكلفة قدرها 17 مليون جنيه لترميم 148 أثراً إسلامياً من بينها مساجد: عمرو بن العاص وأحمد بن طولون والأمير صرغتمش التي يعود بناؤها إلى العصر المملوكي الجركسي والذي تأثر بناؤه بفعل زلزال عام 1992م.

وكتب الكاتب السياحي جيف هان عن زيارته لكشمير، واصفا إياها بأنها "جنة مفقودة يعاد اكتشافها". ومما جاء في وصفه لبعض بحيراتها:

"لايستطيع أحد أن ينكر أن بحيرة دال وناجن هي مناطق للاستراحة. والركوب في المركب الصغير للتنزه في البحيرة ليوم واحد هو نقلة إلى عالم آخر. حركة المركب، دفء الشمس، واللقاء مع طالبي الراحة الآخرين، تنوع الطيور المدهش في المياه الضحلة، كلها تعطي المرء ذكريات على مدى العمر. إننا نعود إلى عالم أباطرة المغول. والحدائق يجري تجديدها حيثما توجهت، خصوصا حدائق "نشات" و"شاليمار" المشهورة والتي تعبق بالمجد وتبشر بمستقبل واعد".

ويعاني شمال قبرص من تجاهل إعلامي وعداء من قبل الصحافة، ولكن ليمان أوزكان، مسؤولة العلاقات التجارية مع أوروبا في مكتب السياحة القبرصية في لندن، ردت على بعض ما يثار عن المنطقة.

وتناولت منال أمير في مقالها عن التراث الإسلامي في بريطانيا تاريخ وصول التحف الإسلامية إلى بريطانيا وتوزعها على المتاحف، متطرقة إلى عدد من الأماكن التي تضم التراث الإسلامي، من بينها ليتون هاوس، المتحف البريطاني، ومتحف فكتوريا وألبرت.

وفي العدد مقال عن المدرسة البريطانية للآثار في العراق التي تأسست عام 1932، وهي المعهد الرئيسي في بريطانيا المسؤول عن تنظيم التنقيبات الآثارية في العراق وسورية والخليج. وقد قامت المدرسة بالتنقيب في العراق وسورية قبل الحرب العالمية الثانية ثم أنها عادت للعمل في العراق منذ عام 1948 واستمرت حتى عام 1990.

وفي تقريره عن جامع براثا في بغداد، كتب وليد عبد الأمير علوان عن تاريخ الجامع والاعتقادات الشعبية عن حجارته وماء بئره. والجامع مقدس لدى المسلمين والمسيحيين أيضا، ويؤمه يومياً عدد كبير من الزوار سواء من داخل العراق أو من أبناء الأقطار المجاورة.            

وحول الأسواق الشعبية في اليمن، كتب خالد الضبابي مقالا تناول فيه أنواع وأسماء ومواقع هذه الأسواق. وأسواق اليمن هي إحدى عجائبها، فالتنقل في هذه الأسواق الشعبية يعرفك بالشيء الكثير عما يحتويه هذا البلد الطيب؛ ويمكنك فيها مناقشة كل شيء، وحيث يعامل الأجانب كضيوف، ويقدم لهم الشاي دائما. وبإمكانك أن تحصل من خلالها على بصيرة دقيقة بشخصية الشعب اليمني ونمط حياته.

وعن رحلاته إلى جنوب شرق آسيا، كتب منير الفيشاوي عددا من المقالات التي ينوي تتمتها في الأعداد القادمة، وتضمن العدد الحالي مقالات عن: تايلاند، أندونيسيا، ماينمار (بورما) وسنغافورة. كما أن هناك مقالا عن الجزائر، بلد المليون شهيد الذي ينتظر الزوار. ويعود دومنيك ميرل إلى ولاية كلانتان الماليزية ليستعرض بعضا من عادات وتقاليد هذه الولاية التي حافظت على الثقافة الماليزية.

وفي العدد تقرير عن مؤتمر "عمرة الصيف" الذي عقدته وزارة الحج السعودية في لندن، وأيضا تقرير عن مؤتمر البرزميس (الجمعية البريطانية لدراسات الشرق الأوسط) السنوي في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن. وقد تكلم في المؤتمر البروفسور غونتر ماير، من مركز البحث حول العالم العربي في جامعة مينتز (ألمانيا) مشيرا في كلمته إلى أن الحادي عشر من سبتمبر و"الحرب على الإرهاب" أحدثا تأثيرا دراماتيكيا على تدفق السياح على الدول العربية. وتكلم الدكتور علاء الحمارنة عن السياحة الإسلامية، واصفا إياها بأنها استراتيجية جديدة في الصناعات السياحية في العالم العربي.

وقد حضر ممثلو المجلة في عدد من المعارض الدولية التي أقيمت مؤخرا، ومنها معرض المواقع الألكترونية في عمّان، ومعرض الزهور الدولي في دمشق.

ومما تجدر الإشارة إليه أن السياحة الإسلامية هي مجلة تصدر باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية مرة كل شهرين، ولها موقع ألكتروني فعال يصدر نشرة أخبارية أسبوعية عن السياحة باللغات الثلاث المذكورة، والمجلة وموقعها الألكتروني يرحبان باقتراحاتكم وملاحظاتكم.

هيئة التحرير