اكتمال استعداد العرب لفرنكفورت
16/09/2004

القاهرة - القناة - Ø£ القاضي  09/09/2004 

انتهت الاستعدادات المصرية والعربية للمشاركة في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب بألمانيا الذي يعد الحدث الثقافي الأهم في العالم والمقرر عقده خلال شهر أكتوبر المقبل.

ووجه المثقفون والمبدعون العرب صرخة تحذير من الدعايات الصهيونية المتصاعدة لإفشال المشاركة العربية بالمعرض خاصة إن المعرض يعد فرصة ذهبية لدحض المزاعم وتصحيح الأفكار لدى الغرب بشان الثقافتين العربية والإسلامية خاصة في هذا الوقت الحساس العصيب التي يمر به العالمين العربي والإسلامي بأدق الظروف الحرجة والتي تستلزم التواجد في كافة المحافل والرد على كافة الاستفسارات الغربية بموضوعية وحيادية وصراحة.

وقال فاروق حسنى وزير الثقافة المصري - في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية - أن مصر أتمت استعداداتها بالتعاون والتنسيق مع جامعة الدول العربية والأشقاء العرب للاشتراك في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب بألمانيا والمقرر عقده في أكتوبر المقبل .. مشيرا إلى إن العالم أجمع يترقب الحضور العربي ليتعرف على الثقافة والحضارة ورؤى العرب المستقبلية كون الثقافة العربية ضيف شرف الدورة المقبلة للمعرض الدولي.

وأضاف فاروق حسنى - خلال الاجتماع الذي عقد مع المثقفين والمبدعين العرب بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ورئيس اتحادي الناشرين المصريين والعرب إبراهيم المعلم ومحمد غنيم المنسق العام للمشاركة العربية بفرانكفورت - إن مشاركة العرب بفرانكفورت بداية وليس نهاية بنهاية فعاليات المعرض حيث تمت حركة للترجمة على أعلى مستوى إلى الإنجليزية ولغات أخرى وبعد ذلك ستترجم إلى الألمانية وغيرها.

وشدد على إن التظاهرة الثقافية في حد ذاتها تعد موقف سياسي بالغ الأهمية والخطورة لتغيير نظرة الاتهام والعجرفة التي كانت تنظر للعرب والمسلمين .. مشيرا إلى أن مشاركة العرب بها مسؤولية خطيرة وبدون أي تحيز لبلد أو لفنان بل يكون الأهم هو الإبداع العربي ككل حيث أن أي إمكانيات تقدم من قبل العرب مرحب بها .

وأوضح إن الدول العربية ستشارك بحالة متكاملة وليست مقيدة بشكل أو بفترة معينة فهي ستشمل الإبداعات المسموعة والمقروءة والمرئية لإظهار ثقافتنا العربية التي نعتز بها .. مشيرا إلى أن الثقافة العربية ثقافة لها طابع خاص تختلف عن الثقافات التي قدمت في المعرض على مدار السنين السابقة.

وقال فاروق حسنى وزير الثقافة إن مصر وباقي الأشقاء العرب سيذهبون لفرانكفورت بكامل عتادهم وإبداعاتهم وتراثهم وتاريخهم .. مشيرا إلى إن مصر تدخل بثقل كبير جدا وتلتزم الحيدة الكاملة والتواجد بكل الأطياف والفكر من مؤيدين ومعارضين في الداخل والخارج خاصة وان الجميع يتوجهون لهدف واحد للتعريف بثقافتنا وإبداعاتنا التي يجهلونها.

وأشار إلى أن الفكر والثقافة في مصر لهما إحساس وتذوق خاص عند الغرب في الاستقبال وسيكونا مثالا للمؤزرة والتسامح ، حيث أن سمة العرب خلال تواجدهم بفرانكفورت ستتسم بالتوئم وليس التنافس .. محذرا من أن التشرذم سيضيع كافة الجهود العربية وستؤثر على نظرة الآخرين لنا.

وأضاف انه سيتم اكتشاف العرب والثقافة العربية بشكل عام من خلال المعرض لطرح آرائنا الحقيقية وتصوراتنا .. موضحا أن البداية يجب أن تكون قوية جدا وموفقة حيث أن الجهد الذي بذل كبيرا جدا والعرب قدموا أفضل ما لديهم وتم مراجعتها بدقة شديدة.

من جانبه أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن بالغ تقديره لمصر ووزارة الثقافة ممثلة في الوزير فاروق حسنى بالجهود التي بذلت بالتعاون مع الجامعة العربية لإنجاح هذه التظاهرة القومية والخطوة الهامة في المجال الثقافي العالمي وفي خضم معركة سياسية ضد الثقافة العربية بوجه عام.

وأوضح أنه كان من الضروري التوجه برد ثقافي نعلم به إن لنا دورا ولنا إسهامات ولا نقبل بهذا التحيز الغير قائم على أساس .. مشيرا إلى أن الثقافة العربية وعلى رأسها المصرية لها دور كبير في الثقافية العالمية.

وأضاف إن العرب أمامهم طريقين للنجاح والوصول إلى قلب العالم وتأكيد نجاحهم وتواجدهم الأول عبر المشاركة بالأسبوع المخصص للإبداع والثاني عبر العام المخصص لعرض ثقافتنا العربية الذي سيستمر من أكتوبر المقبل حتى أكتوبر عام 2005 .. موضحا أنه تم الإعداد الجيد والمتكامل للمشاركة العربية من قبل اتحاد الناشرين والجامعة العربية ولجنة تنسيق المشاركة برئاسة محمد غنيم.

وقال انه تم الحرص على أن تمثل كافة المجموعات الثقافية العربية المختلفة بكافة أطيافها ومذاقاتها وفروعها المتعددة بما فيها على سبيل المثال الموجودة بالعراق أو في المغرب كالامازيجية .. موضحا أن هذا التنوع دليل قوة الثقافة وليس العكس.

من جانبه أكد محمد غنيم منسق المشاركة العربية بمعرض فرانكفورت إن البرنامج المعد للعرب في فرانكفورت بالغ الدقة ومحدد بشكل تام حيث لكل شاعر ومبدع وقت محدد بالدقيقة لعرض إبداعه، كما إن الجانب الألماني حرص على الاستعانة بمتخصصين على درجة كبيرة من الخبرة لترجمة الإبداعات العربية والقصائد الشعرية.

ووجه غنيم صرخة تحذير من المحاولات الصهيونية الحالية التي تستهدف النيل من المشاركة العربية وإفشالها .. مشددا على أن الأهم في مشاركة العرب هو التواجد في كافة فعاليات ومحافل معرض فرانكفورت للرد على كل شيء ومواجهة كافة الافتراءات والدعايات الكاذبة والمضللة التي تستهدف العرب والمسلمين ، وأضاف انه سيتم البدء في المشروع القومي للترجمة لإثراء الترجمات العربية من اللغات الغربية واليها.

وقال إبراهيم المعلم رئيس اتحاد الناشرين العرب إن جامعة الدول العربية بذلك مجهودا كبيرا لإقناع الجانب الألماني بالمشاركة العربية كضيف شرف أمام الاتجاهات التي ظهرت في أوروبا لرفض الثقافة العربية بزعم أنها ثقافة ماض ليس لها حاضر وأنها ثقافة مصدرة للإرهاب وتفرض قيودا على الإبداع والكتاب .

وأشار إلى أن العرب لديهم فرصة لتصحيح الأفكار وتمثيل الثقافة العربية والحضارة الإسلامية بكافة طوائفها وأطرافها سواء في بلادهم أو في المهجر.

أضاف إن برنامج المشاركة العربية هو الأفضل أيضا على مدار 25 عاما ويمكن للعرب تغيير المفاهيم وتصحيحها في مواجهة الدعايات الصهيونية المسعورة بالكلمة والفكر والحجة.

وأوضح أنه من المقرر أن يحضر مدير معرض فرانكفورت الدولي يوم الجمعة المقبل إلى القاهرة للاجتماع مع الأمين العام للجامعة العربية ووزير الثقافة والمنسق العام للمشاركة العربية بالمعرض لعقد الاجتماع الأخير والإعدادي لوضع اللمسات الأخيرة للمشاركة العربية بمعرض فرانكفورت بألمانيا.