الصباح تدعو إلى استراتيجية سياحية عربية شاملة ‏
23/09/2004

‏ اللاذقية - 18 - 9 (كونا)

دعت رئيسة مجلس سيدات الأعمال العرب ورئيسة اللجنة الكويتية لسيدات الأعمال الشيخة حصة سعد العبد الله الصباح هنا اليوم إلى وضع استراتيجية عربية شاملة للعمل السياحي وازالة كافة العراقيل التي تعترض ‏    انطلاقة المرأة العربية في تنمية السياحة.‏   

‏وجاءت دعوة الشيخة حصة في كلمة ألقتها في حفل افتتاح ملتقى سيدات الأعمال العرب الذي بدأت فعالياته في مدينة اللاذقية على الساحل السوري تحت شعار (دور المرأة في السياحة والمجتمع السياحي) برعأية عقيلة الرئيس السوري السيدة أسماء ‏الأسد وحضور كبار المسؤولين السوريين ورؤساء البعثات الدبلوماسية العربية ‏    والأجنبية لدى سوريا من بينهم سفير دولة الكويت سليمان المرجان.‏   

‏وتحدثت الشيخة حصة عن دور المرأة العربية حاليا في تنمية السياحة وقالت "إننا في دولة الكويت وعلى الرغم من استئناف الاهتمام بالسياحة حديثا جدا فان نحو 65 ‏بالمائة من موظفي السياحة هم من النساء".‏   

‏وأضافت "حاليا تبلغ نسبة الكويتيات من مجموع الكويتيين العاملين في السياحة ‏والفنادق 40 بالمائة وهي نسبة مرشحة للزيادة في المستقبل القريب حيث تشكل ‏الكويتيات نحو 70 بالمائة من خريجي الجامعات ونحو ثلثي موظفي الدولة ويشغلن نسبة 11 بالمائة من الوظائف القيادية".‏     ‏   

وقالت الشيخة حصة في كلمتها إن محور ملتقى اللاذقية يعتبر من محأور قضأيا التنمية الحديثة التي تسعى الحكومات العربية إلى تطويرها والنهوض بها كون الصناعة ‏السياحية أصبحت اليوم تمثل احد الأنشطة الاقتصادية الرئيسية ورافدا من روافد الدخل القومي وهي أيضا احد سياسات الاستثمار والتمويل وأدواته التي تعتمد عليها ‏   

‏كثيرا من الدول في اقتصادياتها.‏   

وأشارت الشيخة حصة بالأرقام إلى المردود المالي للسياحة وقالت إن حصة السياحة ‏من التجارة العالمية بلغت نحو 8 بالمائة وان العام الماضي شهد نموا بهذا القطاع ‏بمعدل 11 بالمائة من حيث الإنفاق السياحي حيث قام 703 ملأيين سائح برحلات وانفقوا ‏‏475 مليار دولار.‏       

‏وأضافت إن تقديرات المنظمة العالمية للسياحة سوف تصل إلى عشرة أضعاف هذا الرقم ‏حيث تشير التقديرات إلى تزأيد أعداد السائحين لأكثر من 7 مليارات سائح بحجم إنفاق ‏يتعدى سقف 7.4 تريليون دولار.‏   

‏أما بالنسبة للسياحة في منطقة الشرق الأوسط فقد أشارت رئيسة مجلس سيدات الأعمال العرب إلى انه وفق توقعات المنظمة فان عدد السياح الذين سيزورون المنطقة من خارجها سيرتفع من 24 مليونا حاليا إلى 36 مليونا عام 2010 ليصل إلى 69 مليونا عام 2020 وهذا يعني إن السياحة في الشرق الأوسط ستحقق نموا سنويا بمعدل 71 بالمائة مقابل 1.4 بالمائة على صعيد السياحة العالمية ككل وسترتفع حصة المنطقة ما بين معدلات السياحة العالمية من 2.2 بالمائة إلى 4.4 عام 2020.‏   

‏وأوضحت الشيخة حصة إن السياحة وفق هذه الأرقام أصبحت نشاطا لا يستهان به بل وتعقد الآمال عليها في تنويع مصادر الدخل الوطني وأيجاد فرص عمل جديدة للشباب والشابات ممن لا وظائف لهم ومجالا خصبا للاستثمار وإتاحة الفرص الاستثمارية ‏لأصحاب رؤوس الأموال ونشاط جذب للمستثمر الأجنبي ورؤوس الأموال الأجنبية.‏   

‏وأكدت إن النشاط السياحي يعتبر احد وسائل الإصلاح الاقتصادي في بلداننا العربية لذا كان الطموح على الدوام أن تكون هناك استراتيجية عربية شاملة للعمل السياحي وان تنظم الصفوف وتحشد الطاقات المبعثرة والإمكانيات المتاحة والمتنوعة في بلدان منطقتنا من اجل النهوض بصناعة السياحة العربية.‏   

‏وأعربت الشيخة حصة عن الأمل في أن يدفع إنشاء المجلس الوزاري العربي للسياحة ‏التابع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لجامعة الدول العربية والذي أقرته ‏الدورة السابعة لمجلس وزراء السياحة العرب في مأيو الماضي بتلك الآمال وان يتحقق عمل عربي مشترك بهذا المجال.‏   

‏ وقالت إن المنطقة العربية بها من المقومات السياحية ما يجعل منها علما من ‏أعلام المواقع السياحية على خريطة العالم السياحي حيث التنوع البيئي المميز في الطقس والتضاريس والسمات الجغرافية والثراء الثقافي والعمق التاريخي والحضاري ‏والبعد الاجتماعي والإنساني الذي يميز شعوب منطقتنا عن سائر شعوب العالم الأخرى ‏    كلها مقومات إن أحسن استغلالها وإدارتها ستنطلق بنا نحو العالمية بالصناعة السياحية.‏   

‏وأكدت الشيخة حصة إن دور المرأة وعلاقتها بالنشاط السياحي يعتبر محورا مهما من ‏المحأور التي ينبغي تسليط الضوء عليها في الحديث عن صناعة السياحة خاصة إذا ما تم ‏وضع السلبيات التي ألحقت بعمل المرأة بهذا النشاط وبالوظائف والمهن المرتبطة بها جانبا.‏   

وقالت إن المرأة استغلت أحيانا كثيرة استغلالا غير سليم تحت مسمى السياحة داعية إلى سياحة جادة تقوم على أسس مدروسة وقواعد مهنية متعارف عليها تراعى فيها القيم والتقاليد العربية والهوية الثقافية وان تشجيع عمل المرأة بهذا ‏النشاط إنما يدفع باتجاه نمو الاقتصاد الوطني وتنمية الموارد البشرية.‏   

‏وشددت في هذا الصدد على ضرورة إزالة ومعالجة بعض الترسبات الذهنية السلبية ‏السائدة في بعض المجتمعات العربية والتي تعرقل انطلاقة المرأة في تنمية السياحة العربية والدفع باتجاه النهوض بدور المرأة في النشاط السياحي سواء كانت سائحة أو ‏عاملة في السياحة أو صاحبة استثمار في هذه الصناعة المعاصرة.‏   

‏وقالت الشيخة حصة إن جميع مؤشرات السياحة العربية لا تزال متواضعة للغأية مما ‏يدلل على احد أوجه ضعفنا الاقتصادي مشيرة إلى إن ذلك يتطلب حشد كل الطاقات للنهوض ‏بالسياحة العربية وهو ما يشكل دافعا آخر للنهوض بمشاركة المرأة وتعزيز دورها.‏   

‏وأكدت إن الآثار الأيجابية الرئيسية للسياحة وعلاقتها بالمرأة يمتد إلى نطاق اشمل بكثير فالسياحة تنشط العديد من المنتجات الوطنية التي تتميز بها المرأة مثل الحرف اليدوية والأشغال التراثية وتصنيع وتعليب المواد الغذائية الريفية.‏   

‏وأعربت الشيخة حصة عن أملها في أن يخرج الملتقى بعدد من التوصيات التي من شأنها الدفع نحو الأمام باتجاه زيادة مشاركة المرأة في النشاط السياحي.‏   

‏وناشدت الشيخة حصة الحكومات العربية ضرورة تطوير القطاع السياحي وكل الأنشطة ذات العلاقة وان يتم تسهيل الإجراءات الإدارية المتبعة لمزأولة الأعمال السياحية المختلفة وإصدار التراخيص اللازمة وتذليل الصعوبات الماثلة أمام أصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين والنساء صاحبات رؤوس الأموال على وجه الخصوص وان لا يؤثر ‏الهاجس الأمني والمبالغة في الإجراءات الأمنية على سلامة الإجراءات في الحدود على ‏    الاستثمارات السياحية.‏   

‏كما ناشدت الجهات المسؤولة في الوطن العربي إعادة النظر في الكثير من القوانين ‏ولوائح العمل التي تعوق عمل المرأة وتوليها مناصب قيادية متقدمة في الأنشطة ‏السياحية والفندقية بدلا من اشتغالها بوظائف بسيطة ومتدنية إضافة إلى تسهيل الشراكة الحكومية مع مؤسسات القطاع الخاص لإقامة المشروعات السياحية والفندقية.