الدكتور رؤو٠مØمد علي الأنصاري - جريدة الصباØ
تعاقب على العراق (بلاد مابين النهرين ) العديد من الØضارات الإنسانية على مر العصور، وكان لها دور متميز ÙÙŠ تاريخه القديم، وانطلقت منه الشرائع القانونية الأولى وصنو٠المعرÙØ© كالعلوم والآداب والÙنون والعمران.
وعبر العصور الإسلامية لعب العراق دورا Øضاريا بارزا ÙÙŠ بناء وتعزيز الØضارة الإسلامية ÙÙŠ مختل٠المعار٠والعلوم والثقاÙات. لكنه يواجه Øاليا تØديات كبيرة نتيجة التركة الثقيلة من التخل٠والاستبداد التي خلÙها النظام البائد خلال العقود الثلاثة الأخيرة. مما أسÙر عن انهيار وتدمير البنية الاقتصادية والعمرانية والاجتماعية والثقاÙية للمجتمع العراقي وكذلك نتيجة الإرهاب الذي طال المجتمع والدولة بعد سقوط النظام، إضاÙØ© إلى تدني مستوى أداء مؤسسات الدولة الذي سببه الÙساد والمØسوبية وضع٠الرقابة وتهميش الكÙاءات والخبرات العلمية والمهنية المتخصصة واللامبالاة من قبل العديد من الكÙاءات العلمية والمهنية العراقية المتواجدة ÙÙŠ الخارج وكذلك رجال الأعمال للمساهمة ÙÙŠ بناء البلد وتنميته وتطويره وعدم معالجة المشاكل الاجتماعية والصØية والخدمية والإنسانية التي يعاني منها المجتمع Øيث تتطلب جهودا Øثيثة من جميع المسئولين وأبناء المجتمع إلى التعاون والتنسيق لإعادة بناء العراق اجتماعيا وثقاÙيا واقتصاديا وعمرانيا.
ونظرا Ù„Øجم الأعمال والمشاريع العمرانية والاقتصادية والثقاÙية والسياØية الضخمة المتعلقة بتنمية وتطوير المدن والأقاليم العراقية والتي ستناط بالدوائر الØكومية ÙÙŠ المØاÙظات لتنÙيذها مستقبلا وهي بدورها تÙتقر إلى الملاكات المهنية والعلمية والإدارية المتخصصة لذلك لابد من نظرة مستقبلية لاستØداث مؤسسات ذات ÙƒÙاءة عالية تواكب النشاط الدولي ÙÙŠ العراق الذي يتركز على مسألة إعادة الاعمار ÙˆØ§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø ÙÙŠ مؤسسات البلد والتطورات المقبلة وتعمل جنبا إلى جنب مع الدوائر الØكومية ومؤسسات المجتمع المدني- وهي المنظمات والمؤسسات والمراكز غير الØكومية-لإعادة العراق إلى مكانته الطبيعية بين الدول وبناء المجتمع العراقي على أسس سليمة تسوده المØبة والمودة والإخاء ÙˆØ§Ù„ØªØ³Ø§Ù…Ø ÙˆØرية الÙكر واØترام Øقوق الإنسان.
ومن أهم تلك المؤسسات هي : (مجالس هيئة الاعمار وتطوير المدن والأقاليم العراقية).
وتضم هذه المجالس مجموعة من أصØاب الÙكر والمعرÙØ© والكÙاءات العلمية والمهنية والإدارية المتخصصة ووجوه المجتمع ومن مختل٠مكوناته القومية والدينية.
إن الهد٠من تأسيس هذه المجالس هو النهوض والارتقاء بواقع المدن والأقاليم العراقية وتنميتها من خلال:
أولا: التعاون والتنسيق مع المجالس المØلية ÙÙŠ المØاÙظات والنواØÙŠ والدوائر الØكومية التي تمثل وزارات ومؤسسات الدول وذلك للإدارة والإشرا٠على تنÙيذ المشاريع المتعلقة بإعادة البنية التØتية للمراÙÙ‚ العامة والخدمية والثقاÙية والاجتماعية والاقتصادية والصØية.
ثانيا: وضع الخطط والدراسات لإنشاء مشاريع Øيوية جديدة لتØسين وتطوير وتنظيم المدن والقصبات والقرى والاريا٠والمواقع الØضارية والتاريخية والدينية والسياØية والاستعانة بالخبراء والمتخصصين ÙÙŠ جميع المجالات.
ثالثا: التعاون والتنسيق بين مجالس هيئة اعمار وتطوير المدن والأقاليم العراقية التي ستستØدث مستقبلا من خلال عقد المؤتمرات والندوات واللقاءان الدورية .
رابعا:التعاون والتنسيق مع المؤسسات العربية والإسلامية والدولية ÙÙŠ مجال الاعمار والتطوير والاستÙادة من الخبرات الموجودة ÙÙŠ تلك الدول والإطلاع على أخر التطورات العلمية والتقنيات المطبقة Ùيها بغية النهوض والارتقاء بواقع المدن والأقاليم العراقية.
خامسا: استخدام التقنيات الØديثة ÙÙŠ الإدارة والتخطيط والدراسات ÙÙŠ مجالس هيئة اعمار وتطوير المدن والأقاليم العراقية وكذلك ÙÙŠ جميع مؤسسات الدولة.
سادسا: العناية والاهتمام بالوضع الاجتماعي والصØÙŠ والاقتصادي والثقاÙÙŠ من خلال التنسيق والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والدوائر الØكومية.
سابعا: إزالة الآثار السلبية التي خلÙها النظام البائد خلال العقود الثلاثة الأخيرة نتيجة تدميره للعديد من المراÙÙ‚ العامة وخاصة ÙÙŠ مجال الخدمات البلدية والماء والكهرباء ومياه الصر٠الصØÙŠ والمراÙÙ‚ الØيوية الأخرى كالØدائق العامة وملاعب الأطÙال.
ثامنا: اعتماد الكÙاءة والخبرة العلمية والمهنية ÙÙŠ إناطة المسؤوليات الإدارية والÙنية ÙÙŠ هذه المجالس وبعيدا عن المØسوبيات الØزبية والطائÙية المذهبية.
تاسعا: إبعاد العناصر غير الكÙوءة وغير النزيهة من المناصب القيادية ÙÙŠ إدارة المؤسسات والدوائر الØكومية.
عاشرا: Ù…Øاربة الÙساد المالي والإداري ÙÙŠ مؤسسات الدولة والابتعاد عن الروتين الذي يعوق عملية البناء والتطوير.
الØادي عشر: العمل ÙÙŠ مجالس هيئة اعمار وتطوير المدن والأقاليم العراقية بموجب الدستور العراقي الجديد وقانون المØاÙظات وماشرع Ùيهما من نصوص.
الثاني عشر: العمل على اØترام Øقوق الإنسان ÙÙŠ جميع المراÙÙ‚ والمؤسسات الØكومية والالتزام بمبدأ المساواة والعدالة بين العراقيين ÙÙŠ الØقوق والواجبات وعدم التمييز بينهم وإرساء مبادئ الديمقراطية التي Øرم منها المجتمع لسنين طويلة.
الثالث عشر: تأهيل الملاكات العاملة ÙÙŠ المؤسسات والدوائر الØكومية من خلال إقامة الدورات التخصصية لكي تأخذ دورها ÙÙŠ عملية البناء والتطوير وخاصة ÙÙŠ مجال الØاسوب الالكتروني والبرامجيات والانترنت والتخطيط والإدارة.
الرابع عشر: دعوة الطاقات العلمية العراقية المتخصصة المتواجدة ÙÙŠ الخارج للاستÙادة من خبراتها والمساهمة من خلال مجالس هيئة اعمار وتطوير المدن والأقاليم العراقية ÙˆÙÙŠ مؤسسات الدولة.
الخامس عشر:إبراز الدور الØضاري والإنساني لمختل٠المدن العراقية من خلال إظهار الجوانب المضيئة والتنوع الثقاÙÙŠ والقومي لها واستغلال هذا الثراء وذلك عن طريق إقامة المهرجانات والندوات الثقاÙية والاجتماعية والÙنية والرياضية وإقامة المعارض التسويقية ÙÙŠ جميع مدن العراقية.
السادس عشر: دعم وتشجيع إقامة المجالس الشعبية والمراكز والمنتديات الثقاÙية والاجتماعية والÙنية ÙÙŠ جميع المدن والأقاليم العراقية وتقديم المساعدات اللازمة لنشاطاتها.
السابع عشر: الاهتمام بالتنمية البشرية والتي يعتبر الإنسان هو العنصر الÙعال Ùيها.
الثامن عشر: الدعوة إلى قيام ودعم المؤسسات والمراكز الإنسانية كمراكز المسنين والمعاقين واليتامى ÙˆØماية الأسرة ورعاية الأمومة والطÙولة ÙÙŠ جميع المدن والأقاليم العراقية وتوÙير جميع المستلزمات الضرورية لها.
التاسع عشر: الدعوة إلى إقامة مؤسسات الضمان الاجتماعي والصØÙŠ ودعمها والتي تهتم برعاية المعاقين والمسنين والأيتام والعجزة والعوائل المØتاجة وتوÙير الرعاية الصØية لكل عراقي وإقامة المراكز الصØية والمستشÙيات المتخصصة ÙÙŠ جميع المدن العراقية.
العشرون: التعاون والتنسيق مع المؤسسات والدوائر ذات العلاقة من اجل توÙير المساكن (البيوت والشقق) المريØØ© لأكبر عدد من قطاعات المجتمع وخاصة العوائل ذات الدخل المØدود وتوزيعها بصورة عادلة .
الØادي والعشرون: التعاون والتنسيق مع الدوائر الØكومية من اجل تخصيص مساØات خضراء واسعة داخل وخارج المدن العراقية وتجهيزها بالملاعب الرياضية وألعاب الأطÙال وبعيدا عن Øركة السيارات والاهتمام بالمناطق الخضراء المØيطة بالمدن العراقية.
الثاني والعشرون: إن التطور الذي سيØصل مستقبلا ÙÙŠ المدن والأقاليم العراقية من خلال إقامة المشاريع العمرانية والثقاÙية والاجتماعية والاقتصادية سيوÙر Ùرص عمل لقطاعات واسعة من المجتمع والتقليل من البطالة .
الثالث والعشرون: المشاركة الÙعلية للمرأة ÙÙŠ مجالس هيئة اعمار وتطوير المدن والأقاليم العراقية وباقي مؤسسات الدولة ودعم Øقوقها ÙÙŠ جميع المجالات.
الرابع والعشرون: الاهتمام بالشباب من خلال التعاون مع المؤسسات التربوية والرياضية والثقاÙية وتوÙير جميع المستلزمات الضرورية لهم كالمراكز والأندية الرياضية والثقاÙية للارتقاء بواقعهم والوصول إلى Ø§Ù„Ø·Ù…ÙˆØ Ø§Ù„Ø°ÙŠ يصبو إليه الجميع ÙÙŠ عراق المستقبل.
الخامس والعشرون: التعاون مع المؤسسات الثقاÙية والتربوية لإقامة وتطوير المكتبات العامة والمراكز الثقاÙية والاجتماعية والخيرية وبقية مؤسسات المجتمع المدني ÙÙŠ جميع المدن والأقاليم العراقية ودعمها وتشجيعها لكي تلعب دوراً مهما ÙÙŠ بناء العراق الجديد.
السادس والعشرون: أهمية دور الإعلام بجميع قطاعاته لتسليط الضوء على الأنشطة والمشاريع المستقبلية لإعادة اعمار البنية التØتية ÙÙŠ جميع المدن والأقاليم العراقية ومن خلال إعداد البرامج التلÙازية والاذاعية واستخدام الانترنت وطبع الكراريس والنشرات وإصدار مجلة شهرية أو Ùصلية تصدر عن مجالس هيئة اعمار وتطوير المدن والأقاليم العراقية.
السابع والعشرون: إن مجالس هيئة اعمار وتطوير المدن والأقاليم العراقية ستسهم ÙÙŠ استتباب الأمن والاستقرار ÙÙŠ جميع المØاÙظات من خلال التعاون والتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني والدوائر الØكومية.
الثامن والعشرون: النهوض بالاقتصاد الوطني من خلال دعم القطاع الخاص ÙÙŠ إنشاء مشاريع تنموية ÙˆØيوية ÙÙŠ المدن والأقاليم العراقية وتوابعها ودعم وتشجيع الاستثمار Ùيها وتقديم جميع التسهيلات اللازمة.
التاسع والعشرون: التعاون والتنسيق مع الدوائر والمؤسسات الصناعية من اجل تشجيع ودعم الصناعات المØلية ÙÙŠ المدن والأقاليم العراقية لما لها من مردود اقتصادي مهم للبلد ولكل Ùرد ÙÙŠ المجتمع.
الثلاثون: التعاون مع الدوائر الØكومية والمؤسسات البيئية ÙÙŠ المدن والأقاليم العراقية والعمل على منع التلوث البيئي وذلك بإزالة النÙايات البلدية والمخلÙات الصناعية لما لها من تأثير سلبي على الصØØ© العامة.
الØادي والثلاثون: التعاون والتنسيق مع الجهات المختصة من اجل إنشاء معاهد ومراكز ØرÙية للتراث الإسلامي، وتطوير الØر٠التقليدية المتصلة بها، ÙÙŠ المدن والأقاليم العراقية، تتولى تدريب وتوÙير الأيادي الÙنية المتخصصة بالÙنون العراقية والإسلامية على وجه الخصوص وبجميع أنواعها، وتطوير المعاهد والمراكز الموجودة.
الثاني والثلاثون: المØاÙظة على الكنوز الØضارية ÙÙŠ المدن والأقاليم العراقية من خلال إقامة العديد من المتاØ٠التي ستضم هذه الكنوز وكذلك المنتجات التقليدية للصناعات والØر٠الشعبية والأعمال التي تختص بالÙنانين ÙÙŠ المØاÙظات.
الثالث والثلاثون: دعم وتشجيع المؤسسات والمنظمات السياسية والتنسيق معها من اجل النهوض والارتقاء بالسياØØ© ÙÙŠ المدن والأقاليم العراقية وتهيئة الملاكات المهنية الكÙوءة المتخصصة والنزيهة لأدارتها، وذلك لاØتضان هذه المدن والمناطق المØيطة بها معالم ومصاي٠ومواقع دينية وأثرية وسياØية مهمة والعمل على تطويرها وتØسينها وإقامة مشاريع سياØية جديدة، والعمل على تطوير السياØØ© الدينية بما تØققه من نمو اقتصادي جيد ينعكس على Øياة قطاعات واسعة من المجتمع العراقي، إضاÙØ© إلى مردودها الثقاÙÙŠ والاجتماعي المهم، وتوÙير جميع المتطلبات الخدمية الضرورية للزوار والسياØØŒ والتعامل معهم بطريقة Øضارية تنم عن الهوية الثقاÙية العراقية الأصيلة.
الرابع والثلاثون: التعاون مع الدوائر والمؤسسات الثقاÙية من اجل وضع Ù…ØÙزات لتشجيع سكان المدن والأقاليم العراقية على المشاركة ÙÙŠ الØÙاظ على مدنهم وتØسينها والتعري٠بتاريخها ÙˆØضارتها.
الخامس والثلاثون: الدعوة إلى مساهمة سكان المدن والأقاليم العراقية وتشجيعهم ÙÙŠ تنÙيذ مشاريع عمرانية وسياØية واقتصادية وصناعية لتØقيق عائدات تعود عليهم بالÙائدة، وبالتعاون مع المؤسسات ذات العلاقة.
السادس والثلاثون: التعاون مع الدوائر والمؤسسات التراثية والØكومية من اجل الØÙاظ على هوية العمارة العراقية والقيم الÙنية والجمالية للمعالم العمرانية والمباني التاريخية والتراثية ÙÙŠ المدن والأقاليم العراقية وصيانة وترميم المتداعي منها والكش٠عليها دورياً.
السابع والثلاثون: توثيق جميع المباني التاريخية والتراثية واخذ الصور الÙوتوغراÙية لها وعمل جميع المخططات اللازمة لها، بغية الاستÙادة منها ÙÙŠ المستقبل عند ترميمها وصيانتها وإعادة بناء ما يهدم منها.
الثامن والثلاثون: التعاون والتنسيق مع الدوائر والمؤسسات ذات العلاقة لإقامة أسواق جديدة وتطوير المناطق التجارية وخاصة القديمة منها ÙÙŠ المدن والأقاليم العراقية والتي ستسهم ÙÙŠ استقبال العديد من الزوار ÙˆØ§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø ÙˆÙƒØ°Ù„Ùƒ ÙÙŠ تنمية الاقتصاد الوطني.
التاسع والثلاثون: الدعوة إلى إعادة النظر بالقوانين التي تØكم النشاط الاقتصادي والسياØÙŠ وإصدار قوانين جديدة تتسم بالمرونة وتواكب التطورات المستقبلية ÙÙŠ هذا المضمار.
الأربعون: دعوة البنوك والمصار٠الاستثمارية لدعم وتشجيع إقامة مشاريع اقتصادية وسياØية ÙÙŠ المدن والأقاليم العراقية وتقديم جميع التسهيلات المصرÙية لها، وذلك بتخÙيض أسعار الÙوائد على القروض الاقتصادية والسياØية الطويلة الأمد،ودعم القطاع الخاص من خلال تخÙيض الضرائب إلى أدنى Øد ممكن.