توب ريزا: حضور عربي متميز في معرض مهنيي السفر الدولي
29/10/2004

دوفيل (فرنسا)- نور الدين سعودي

في معرض ضخم في المدينة الساحلية "دوفيل" جرت فعاليات الدورة 26 للمعرض الدولي لمهنيي السفر "طوب ريزا" بين 30 أيلول/سبتمبر و 2 تشرين الأول/ أكتوبر. وإذا كان حضور الوفود العربية بارزا ومتميزا في هذه الدورة، فعلى المستوى الإعلامي كانت مجلة "السياحة الإسلامية" المنبر العربي الوحيد الذي حضر بمجهوداته الخاصة لتغطية هذا الحدث السياحي الهام.

"طوب ريزا"، المعرض الذي انطلق منذ ربع قرن في أحد الفنادق بالعاصمة باريس شهد تطورا هائلا سنة بعد سنة. وهو الآن يقام في مدينة "دوفيل" الأنيقة وبالتحديد في قرية نصبت على جانب من ملعب الخيل، على مساحة للأروقة تتجاوز 21500 متر مربع. وبلغ عدد المهنيين المشاركين في هذه الدورة 24000، إضافة إلى ما يزيد عن 14300 زائر لوكالات الأسفار و 400 صحفي معتمد.

وتتكون مجموعة العارضين من 68% من الأجانب و 32% من الفرنسيين. وتتصدر أوروبا هذه المجموعة بـ 30% ، تليها إفريقيا بـ 14% من العدد الاجمالي، ثم الشرق الأوسط بنسبة 12% وآسيا بـ 10%. ويحتل ممثلو وكالات الأسفار صدارة العارضين بنسبة 24%، أمام الفندقيين الذين مثلوا 21%، وشركات النقل 17% ومكاتب السياحة 2%.

و قد شهدت الأيام الثلاثة لهذا المعرض نشاطا منقطع النظير من ندوات ولقاءات انكبت على مناقشة قضايا الساعة الخاصة بمختلف الأنشطة السياحية، وكذا تبادلات للمعلومات وتقديم عروض جديدة حول برامج للأسفار لمختلف الوجهات السياحية.

و من أبرز الخلاصات التي عرضت خلال تلك الملتقيات أن العروض السياحية ملزمة من الآن فصاعدا بإدماج متطلبات جديدة للسياح تتعلق أساسا بالبعدين الأخلاقي و البيئي. كما أكدت دراسات أن السعر/الجودة لا زال هو المحدد بالنسبة للمسافرين. وعلى هذا المستوى حصلت أسبانيا على المرتبة الأولى بـ 33%، يتبعها كل من تونس بـ 26% والمغرب بـ 24% و البرتغال بـ 19%.

كما أعلن رئيس أكبر وكالة أسفار فرنسية "فرام" أن الوجهات العربية حققت هذه السنة نتائج جد إيجابية، خاصة المغرب وتونس ومصر. فيما شكل المغرب بالنسبة لأكبر وكالة أسفار في أوروبا، "التي يو آي" الألمانية، الوجهة السياحية البارزة، إذ سجلت مبيعاتها ارتفاعا بـ 34% خلال هذا الصيف.

وكان الحضور العربي ضمن فعاليات هذا الملتقى حضورا متميزا، سواء من ناحية عدد الدول الذي بلغ إحدى عشرة ( مصر، المغرب، تونس، الأردن، ليبيا، الإمارات العربية المتحدة، لبنان، موريتانيا، اليمن، قطر وعمان)، أو من ناحية نوعية العارضين (مكاتب رسمية، ممثلي الفنادق ووكالات الأسفار وشركات الطيران) وجمالية الأروقة التي اكتست حلة هندسية من صلب التراث العمراني لكل بلد. ويبدو أن الفاعلين والمهنيين المغاربة والتونسيين برزوا أكثر من غيرهم من الحاضرين العرب، وذلك بعددهم المرتفع ودينامكيتهم. كما تميزت المشاركة المغربية بحضور وزير السياحة السيد عادل الدويري في اليوم الثاني من المعرض والذي أجرى محادثات مع المهنيين المغاربة ومع بعض المستثمرين الأجانب.

كما تجدر الإشارة إلى أن مجلة "السياحة الإسلامية" كانت ممثلة خلال هذا المعرض بمديرها السيد عبد الصاحب الشاكري وكاتب هذا المقال. وقد كانت المجلة المنبر الإعلامي العربي الوحيد المعتمد بهذا المعرض، ولقيت مساعدة من الوفد الأردني الذي لا يفوتنا أن ننوه به. وخلال أيام المعرض أجرينا عدة اتصالات مع الوفود الحاضرة عرفناها على مجموعتنا الإعلامية المتميزة. وقد حظيت مجلة "السياحة الإسلامية" بترحيب وتقدير واسعين من قبل الجميع.

ومعلوم أن أشغال هذا الملتقى الدولي تم تدشينها من قبل السيد جيل روبيان، وزير السياحة، الذي أكد في ندوته الصحفية على أهمية السياحة بالنسبة للاقتصاد الفرنسي وعلى ضرورة تطوير الأداء الفرنسي لمواجهة المنافسة العالمية التي تزداد شدة سنة بعد سنة. كما حضر المعرض خلال اليوم الثاني السيد ليون برتران، الوزير المنتدب في السياحة والذي ركز في مداخلته على ضرورة التكيف مع مستجدات السوق السياحية العالمية: الأنترنيت، والمتطلبات الأخلاقية والبيئية.