تنزانيا: أصالة إفريقية
29/10/2004

القاهرة-منير الفيشاوي

تقع جمهورية تنزانيا المتحدة في شرقي إفريقيا بمحاذاة المحيط الهندي شرقاً. من الشمال تحدها كينيا وأوغندا ومن الغرب بوروندي، رواندا، وجمهورية الكونغو، ومن الجنوب تحدها زامبيا، ومالاوي وموزمبيق.

تنقسم تنزانيا إلى عدة مناطق واضحة معروفة باختلاف معالمها الجغرافية، مثل السهول الساحلية حيث بادية الماساي وغابة ميومبو والمرتفعات الجنوبية العالية والسافانا والأحراش التي تغطي نصف الدولة، والصحراء شبه الجافة في منطقة دوموما بينما يمكن أن ترى أراضي جبلية بركانية في الشمال الشرقي والجنوب الغربي. وهى تتضمن أيضاَ "وادي الأخدود العظيم" الذي يشق الأرض في تلك المنطقة وجبل كلمنجارو أعلى القمم الأفريقية، كما تضم تنزانيا جزر "زنجباروبيمبا ومافيا" والعديد من الجزر المرجانية والبركانية الأخرى الواقعة على سواحل تنزانيا. ويمتد الشريط الساحلى التنزاني بطول 800 كيلو متر حيث تتمتع بشواطئ بيضاء مغسولة بمياه المحيط الهندي التركوازية. وتتقاسم تنزانيا مع جيرانها مياه البحيرات الإفريقية العظمى الثلاث فيكتوريا، تنجانيقا ونياسا.

تنزانيا.. وعبق التاريخ

تعتبر تنزانيا مهد البشرية وذلك بسبب وجود وادي الأولدفاى الذي اكتشفت فيه آثار الإنسان الأول (زينجاثروبس) الذي كان هناك قبل 1.75 مليون من السنوات.

وقد تأثر السكان المحليين بزوارهم منذ زار تجار فرس وعرب أجزاء من البلاد بطول الشريط الساحلي قبل ما يقارب الألفي عام. وأثناء القرن الثامن أنشئت عدة مستوطنات من قبل التجار العرب في زنجباروكيلوا ماسوكو وميكينداني وبانجاني.

وأنشأ البرتغاليون مستوطنات مؤقتة بطول وعرض المناطق في القرن السادس عشر والذين أحيوا تجارة الرقيق وجعلوا من زنجبارعاصمة لهم. وقد تم احتلال تلك المنطقة في نهايات القرن التاسع عشر وعرفت بأفريقيا الألمانية.

وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى تمكنت بريطانيا من السيطرة على القسم الرئيسي من البلادً وأعادت تسميتها بتنجانيقا. حتى نهاية الحرب العالمية الثانية حيث أصبحت تنجانيقا منطقة خاضعة للوصاية الدولية التابعة للأمم المتحدة بالرغم من بقائها تحت الإدارة البريطانية. وقد حقق البلد الاستقلال في عام 1961 وبعد سنتين تبعت زنجبارخطى شقيقتها وانضمت إلى تنجانيقا.

العاصمة والسكان

تعد مدينة دار السلام بمثابة العاصمة التجارية لتنزانيا والميناء الرئيسي لها، علاوة على أنها تمثل المركز التجاري الأكبر في البلاد، ويبلغ تعداد سكان دار السلام حوالي 2.5 مليون نسمة من أصل 35 مليون نسمة يمثلون التعداد الكلي للسكان في تنزانيا والذين يتحدثون جميعهم اللغة السواحيلية ومعظمهم يتقن التحدث بالإنكليزية.كما يدين معظم سكان تنزانيا بالإسلام بالإضافة إلى المسيحية والهندوسية، ويعتبر تناغم الأديان عنصراً أساسياً للثقافة التنزانية وسهولة الحياة وتناغمها.

ويمتاز الشعب التنزاني بالدفء وطيب المعشر وغالبية السكان ينتمون إلى قبائل البانتو، والتواجد الأكثر هو للسوكوما والنيامويزي، علاوة على 125 قبيلة تنزانية تتنوع ما بين البانتو والنيلوتك، ويظهر هذا التنوع في طريقة الملبس وطريقة قصات الشعر، والرقصات المحلية واللوحات المحلية (تينجا تينجا) والحرف اليدوية والضيافة.

عوالم السياحة التنزانية

تتنوع الأنشطة السياحية والمشاهدات في تنزانيا حيث يمكن القيام برحلات سفاري بالمنطاد أو البالون فوق سهول سيرينجيتي، أو سفاري الجمال لاستكشاف القرى والأحراش، كما يمكن زيارة كهوف الأمبوني في شمال تانجا، علاوة على ممارسة رياضات صيد السمك في جزر زنجباروبيما ومافيا، وكذلك الصيد في خليج منازي في ميكينداني، وممارسة الغوص والاستمتاع بمشاهدة أسراب الأسماك الملونة والشعاب المرجانية، ولعب الجولف وتسلق الجبال وركوب الأمواج والإبحار ومشاهدة أكثر من ألف نوع من الطيور النادرة.

وتكثر أمام السياح فرص اللهو والنزهة بالمدن وخارجها حيث الاستمتاع بالمنتجعات السياحية والمأكولات الشعبية والبحرية اللذيذة وزيارة المتاحف والأسواق الشعبية والحديثة والانتقال بين المدن لمشاهدة أروع المعالم وأجملها.

إن الزيارة المرتقبة لوفد "السياحة الإسلامية" إلى تنزانيا وزنجبار، تمثل تشويقاً وإثارة من نوع خاص، سننقل لقرائنا ما سوف نشاهده على أرض الواقع مختلطاً بالمشاعر والخلجات والانطباعات المصاحبة لتلك الزيارة.