الأسواق والأماكن التراثية فـي السليمانية
29/10/2004

وائل الملوك -جريدة الصباح-

السليمانية بين الماضي والحاضر وجدت ما يسمى المعاصرة سواء عن طريق التغيير الجذري بإزالة مخلفات الماضي (الفلكلورية) ومن ثم حل محلها الطراز الحديث والتصاميم الحديثة التي أضفت جمالا على بيئة تميزت بالجمال لكثرة تضاريسها بين الارتفاع والانخفاض لتجعل منها لوحات فنية رائعة، وبين عملية تجديد القديم إلى بناء يتميز بشيء من الحداثة ولكنه يبقى محافظا على أصالته وبشيء جزئي فمثلا هناك سوق بني على أنقاض بيوت تراثية في عام 1945 حتى إن هذه المنطقة لم يكن فيها ما يسمى بالشارع وإنما أزقة وتفرعات ترابية حجرية يغلب على طرقها طابع (الحصو) وهو نوع من الصخر القوي تسير عليه العربات سواء تلك التي تسحبها الحيوانات كالخيول والحمير أو بواسطة الدفع وتسييرها من قبل الإنسان نفسه وفي عام 1954 عمرت هذه البيوت لتصبح مناطق تحمل الماضي وتراثه بصدق وأحيطت بسوق سمي بسوق البلدية يقول الشيخ عمر مصطفى وعمره 68 عاما ويؤيده الشيخ الجليل علي حاجي حسين وعمره 70 عاما بان هذه المنطقة فقدت قيمتها وماتت ذكرياتها القديمة فعمر هذه المنطقة أكثر من ثمانين عاماً ولكن اليوم بالرغم من التجديد والتركيز على بقائها ضمن التراث أطلق عليها سوق (الشيشة) وسمي بهذا الاسم لاختصاص هذا السوق ببيع الزجاجيات والتحفيات والعطور إضافة إلى بعض المحال التي اختصت ببيع أشياء ثمينة كالسجاد والأواني المنزلية والمفروشات إلا إني ومعي الشيخ علي حاجي لنا ذكريات لا تنسى في هذا السوق بل المنطقة نفسها وحبذا لو تعود إلى ما كانت عليه كونها تحمل طرازاً تراثياً خاصاً لم نعد نشعر بلذته.. وهنا سألنا: هل تريد أن تعرف محلة لم يصبها الأعمار والتجديد وبقيت منذ عهد العثمانين ولحد هذه الأيام.. اذهب إلى منطقة المسيحيين تجد هناك بيت باسم (بيت كريم الالكه) وعندما ذهبت لرؤيته وجدته دارا من  طراز البناء العثماني ما زال قائما مرفوع الرأس لم تطله عملية التغيير بل انه مؤجر وتسكنه عوائل وعجبت لتراثه الذي يوحي إلى قدسية الماضي وعلمت بان أصحابه من الورثة الشرعيين لا يفرطون به بالرغم من مغريات الحياة.

وقريبا منه وجدت أسواقاً متداخلة مع بعضها سقفها مغطى بما يسمى (بالجنكو) ذات طابع فلكلوري شعبي ولكن اغلب محلاته قد عمرت وأخذت صفة الحداثة أيضا إلا وهو سوق (صابون كران)

يستخدم فيه الكهيوه الإيرانية وبيع الحلويات المتوارثة أبا عن جد ثم كثرة دكاكين القصابين والعطارين والخبازين وبائعي العسل الأصلي إضافة إلى كثرة حمامات الغسيل الشعبية ذات الطابع

المحافظ على تقاليد وعادات أهل السليمانية وسمعت انه في الحمام (الدلاكين) وهم رجال يقومون بعملية غسل أجساد رواد الحمام وكذلك حمام النساء الذي يقوم  مقام حمام الرجال.ثم هناك سوق اخر ملازم له إلا وهو سوق (قيصري النقيب) عمره 110 سنة فيه محال الكماليات والبزازين والخياطين هذا السوق محافظ على أصالته مع شيء من التطوير.. في داخل هذا السوق يوجد جامع تراثي قديم بناه الشيخ محمد الحجي منذ عام 1840Ù… Ù€1256هـ كتب عليه (مزكه وتي شيخ محمدي ثاله كي).. وعند خروجنا من هذا السوق دخلنا إلى سوق آخر أطلق عليه (سوق آري) يحكى انه كان مختصا بدكاكين وبائعي اللحوم (القصابين) بعدها تغيير إلى سوق الطحين هذا السوق يحكي قصص احتراقه عدة مرات إذ إن الحكومة العراقية القديمة أحرقته مرتين لقضايا أمنية إذ كانت تجري فيه  اغتيالات العسكريين المختطفين من قبل أكراد المنطقة  كون السوق مظلما ويحتوي على أزقة عديدة.. اليوم تحول ليختص بالكماليات فقط مع بعض دكاكين البزازين Ùˆ عمر هذا السوق أكثر من 180 عاماً هذا ما قال عنه الشيخ الحاج محمد عارف والشيخ كاوة احمد عزيز وربما سيأتي يوم لن نجد أثراً للتراث.