النافورة البغدادية القديمة.. فن وأصالة وجمال
12/11/2004

ساجدة ناهي

بين الأمس واليوم ورغم ماطرأ على جميع جوانب حياتنا العصرية من تطور واضح تبقى الأعمال الفنية الأصيلة تحتفظ بقيمتها وبطابعها الخاص الذي قد لا يوازيه أي جديد.

السيد عبد اللطيف الملح مازال متمسكا باختصاصه الوحيد وهو بناء النافورات البغدادي القديمة التي كانت السمة المميزة لبيوتنا البغدادية القديمة والذي حدثنا بالقول:

تؤكد المصادر التاريخية القديمة إن العراق عرف فكرة بناء النافورات منذ زمن الملك سنحاريب مروراً بنبوخذ نصر الذي شيد الجنائن المعلقة حيث تعتبر فكرة توصيل الماء إلى هذه الجنائن فكرة متطورة جداً لفكرة بناء النافورات التقليدية الذي نعرفه الآن. وقد جاءت فكرة بناء النافورات البغدادية بطرازها المعروف وحسب ما يقول، الحموي عام 653 هـ حيث كانت تتوسط فناء البيت البغدادي لميزاتها الجمالية ولقدرتها على تلطيف الجو بالدرجة الأساس إلى جانب استخدامها كخزان للماء واستخدامها للوضوء أيضاً ولهذه المزايا المتعددة كانت النافورة البغدادية تعتبر تحفة فنية متكاملة.

* بماذا تتميز النافورة البغدادية بصورة عامة؟

اغلب تصاميم النافورات البغدادية التي تجمع بين الفن والاصالة كانت تتكون من صناديق سود اللون حيث تستخدم كحاضن لحوض الماء أو بركة الماء التي يتوزع منها الماء من خلال ثقوب موجودة في الأدوات النحاسية التي كانت تستخدم لهذا الغرض وقد استطعت إضافة السيراميك إلى بعض النماذج الحديثة التي قمت بتصميمها مؤخراً إلى جانب وسائل التكنولوجيا الحديثة.

* أهم اعمالك في هذا المجال؟

من الأعمال التي اعتز بها النافورة التي تتوسط قاعة المتحف البغدادي التي أضافت للمتحف ميزة جمالية بغدادية أخرى توحي بالاصالة كما مارست اختصاصي في هذا المجال في أعمال فنية عديدة مع فنانين تشكيليين معروفين مثل الفنان محمد غني حكمت وأمنيتي بعد هذا العمر الطويل الذي قضيته في مزاولة اختصاصي الوحيد الذي أحببته أن أتمكن من بناء نافورة بغدادية جميلة تليق بعاصمتنا الحبيبة بغداد من تصميمي، وفي مكان متميز وأتمنى لو تكون في الساحة المقابلة لمعرض بغداد الدولي حيث يمكن للوفود العربية والعالمية التي تزور القطر أن تطلع على احد نماذج الأصالة العراقية القديمة.