استعدادات العيد في المغرب بين الطابعين الديني المتأصل
12/11/2004

الرباط: «الشرق الأوسط»

تعرف المحلات التجارية في معظم المدن المغربية رواجا كبيرا خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، استعدادا لاستقبال العيد، وإذا كان شهر رمضان يتضاعف فيه الاستهلاك، وترتفع فيه نفقات الأسر بشكل كبير، خصوصا في مجال المواد الغذائية، فإن الاستعدادات التي يتطلبها العيد لا تقل تكلفة عن أيام رمضان أو أكثر، حيث يضاف إليها عبء آخر يتمثل في اقتناء ملابس العيد للأطفال الصغار.

ونظرا لأن أغلب الأسر المغربية، لا تستغني عن هذه العادة، فإن المحلات التجارية تستغل هذه الفرصة للزيادة في أسعار الملابس، قد تصل أحيانا إلى الضعف. ولتفادي ذلك أصبحت بعض الأسر تشتري ملابس أطفالها قبل حلول شهر رمضان، لتجنب حمى الأسعار والازدحام الذي تعرفه المحلات التجارية في الأسبوع الأخير من رمضان.

ويلاحظ في السنوات الأخيرة، دخول أسماء عالمية إلى ساحة المنافسة، رغم أن صناعة الملابس الجاهزة المحلية تتميز بجودة لا بأس بها، لكن افتتاح بعض الماركات التجارية المعروفة فروعا لها في المدن المغربية الكبيرة مثل «جاكادي» و«ناف ناف» و«زازو» و«بينيتون» وغيرها، إلى خلق نوع من التنوع والإغراء للمستهلك، مما يحذو ببعض البائعين بالإدعاء بأن الملابس التي يبيعونها مستوردة، لتضليل الزبائن وإغرائهم بالشراء. ولأن بعضها يكون تقليدا متقنا عن الماركات الاصلية، فإنهم ينجحون في أحيان كثيرة بإقناع الزبناء الذين لا يمتلكون خبرة التمييز بين الملابس الأصلية والمقلدة بشرائها على أساس أنها مستوردة بأسعار عالية بالمقارنة بالملابس المصنوعة محليا. ولا تقتصر تحضيرات الأسر المغربية للعيد على ملابس الأطفال فقط، بل إن حلويات العيد تتطلب بدورها ميزانية ومصروفا أضافيا، لإعداد مائدة الفطور المكونة من مختلف أشكال وأنواع الحلويات التقليدية المعروفة، لذلك تعرف المحلات التجارية المتخصصة في بيع لوازم تحضير الحلويات إقبالا كبيرا. وان كان حجم التحضيرات يختلف بطبيعة الحال، من أسرة إلى أخرى حسب مستوى الدخل. فسيدة البيت المغربية.

تحرص أن تكون مائدة إفطار العيد مشكلة بالحلويات التي تختلف عن الرمضانية المعروفة عند المغاربة بـ«الشباكية» أو«المخرقة»، وكذا تحضير أنواع من العجائن والفطائر تساهم من خلالها في تشكيل مائدتها التي تدعو لها كل من جاء للتهنئة بالعيد، أو تقديم طبق منها عند زيارة الجيران والأهل في صباح العيد، فهذه العادة متأصلة في التقاليد المغربية وتجسد جو الاحتفال الذي يعكس الميل لصلة الرحم وتجاوز الخلافات واستحضار الطابع الديني للمناسبة. ولتأكيد هذا البعد عادة ما تختار العائلات المغربية الإفطار الجماعي الذي قد يكون بين أفراد العائلة الواحدة أو بين الجيران، وفي هذه الحالة تتولى كل سيدة بيت، إضافة أطباق من مائدتها إلى المائدة الجماعية .

ويحرص المغاربة في ليلة العيد أيضا على أن ترمز أزياؤهم في هذا اليوم الى عادات البلد الأصلية، لذلك يكون اللباس التقليدي المعروف بالجلباب والقفطان و«الجابادور»، المكون من قميص طويل وبنطلون، هو الغالب لاحالته المباشرة على الفرح والاحتفال، وكذا لرمزيته الحضارية. ولإكمال الجانب الجمالي لهذه المناسبة، لا تستغني نساء بعض المناطق المغربية عن الحناء التي تتزين بها وأطفالها في الليلة السابقة للعيد.